• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

موت

مـــــوت

إنْ متُّ..
فــاعـذرونـِي
فلسـتُ أطلـبُ منكُـم إلا الدعـاءَ ..
إنَّما لا أريدُكُـم أبـدًا أنْ تبكونـِي ..
فلَنْ تكفينِي دموعُكم الفارغـةُ ..
التِّي سأشعرُ بها وأنتـُم تغسلونـِي ..
ولا أريدُ أنْ أُحملَ علـَى قارعـةِ ..
ولا أريدُكم أنْ تحملونـِي على أكتفاكُـم
فمنْ يكونُ في النعشِ محمـولاً..
إلا رجلٌ قدْ قتلَهُ العشـقُ والجنـونُ ..
فرجاءً بعـَد موتـِي ..
اتركونِي مرميًّا كأنَّما جثمانٌ مهتكٌ
إن ْمــتُّ ..
كَمْ مرةٍ عندَ الدفنِ ستذكروننـِي
كَمْ مرةٍ ستقولـونَ رحمِـهُ اللهُ ..
قبلَ أنْ تودعونِـي ..
سئمتُ منْ حواراتِـي معكُـمْ
سئمتُ منْ تصرفاتِكُـم وحماقاتِكـُم ..
وغبائِكُـم وجهلِكـُم ..
وظلمِكـُم ..واتهامِكـُم .. وطعنِكـُم ..
آآآآآآآآآه ما أكثرُ الطعنـاتِ فينِـي ..
وأنتُم أيها المثرثرونَ مَا زلتُم حتـَّى بعـدَ موتِـي ..
تطعنونـي ..
تعبـتُ نزفًـا .. وإرهاقًـا ..
تعبتُ صبـرًا .. وإزهاقًـا ..
مللتُ صبـرًا وقهـرًا ..
لسـتُ أكتُـمُ أنفاسِـي
وأنتُم في القبرِ تضعونِـي ..
تعبتُ مثلما تعبَ جسـدِي منكُـم ..
عندمَا أُدفنُ
إنْ مــتُّ ..
فإنـِّي محظـوظٌ بموتـِي ..
فأمِّي لنْ تبكـِي مماتـِي ..
ولنْ تسرقَ الوقـتَ خِفيـةً ..
لتضيـقَ همًّـا
وتصـرخُ بالآهـاتِ ..
ولنْ تفيضَ أنهـارَ حزنِهـا نـارًا ..
لتشتعلَ انفجارًا مـنَ الصرخـاتِ ..
وأنَا أيضًـا لأجلَهـا ..
وحيـن موتهـا ..
لَمْ تلسعنِي شظَا دمعاتـِي
تعادلنَا يا أمـِّي فـِي كلِّ شـيءٍ
حتـَّى بالممـاتِ ..
كلانَا ودَّعَ الآخـرَ غيابًـا ..
كلانا كانَ وداعُـهُ عذابًـا
لا أنـتِ بكيتِ ..
ولسـتُ أنَا الـذي ودَّعَـكِ ..
حينَ كنتِ تلفظيـنَ الـروحَ زفـراتٍ ..
لمْ تبكيني أنـتِ
وأنَا لمْ تبكيـكِ عيونـِي
تعادلنَا حتَّى في مسـارِ الألـمِ
انحرمَ إحساسَ الأمومةِ
وشعورَ الحنـانِ والاطمئنـانِ
حتَّى راحةُ الهـدوءِ والحلـمِ
آه منْ إحساسٍ بالأعماقِ إنَّهُ قَدْ أصبـحَ سقـمًا
منْهُ لمْ تهـدأْ وتيـرةُ سكونـِي ..
إنْ مــتُّ ..
فبعدَ الموتِ يقـامُ العـزاءَ ..
فلا تقيمُوا لموتـِي عـزاءً ..
ما يجدِي العزاءُ لمجلسٍ يضـجُّ بالضحكـاتِ
لا يجدِي عـزاءً والنفـسُ لا تـرَى ..
إلا الظلامُ طريقـًا ليسَ بـه عبـراتٌ ..
فاكتفُوا بالصمـتِ دقيقـةً ..
وتسائلُـوا بيـنَ أنفسِكـُم ..
هلْ مـاتَ رجـلٌ
أمْ رجلٌ ماتَ قبـلَ لحظـاتِ..
ثم تفرقـُوا وانتشـرُوا ..
لأنعمَ راحةً واطمئنانًا بعيـدًا عنكـُم ..
وأعيشُ القبرَ عذابـًا صامتًـا ..
إنَّما أرحُم كثيـرًا منكُـم ..
فلَمْ تكونُوا سوى ضجيـجِ العمـرِ ..
وصبرا داكنا مـن الآهـاتِ
وعالمٍ لا يضخُّ إلا المـللَ الكئيـبَ
وكثيـرًا مـنَ الدمعـاتِ ..
إنْ مــتُّ..
مثلمَا يمـوتُ الغريـبُ
لا تأتونَ أفواجًـا أفواجًـا
ليبكينِي الغريـبُ والقريـبُ
هنـَا أنـَا مـتُّ ..
هنَـا أنَا رقدتُ
في ترابِ الأيامِ والوداعِ
هنَـا أنـَا على قارعةِ الفـراقِ حُملَـتْ
رجـاءً ..
رجــاءً .. لا أريـدُ البكـاءَ
إنَّما أريـدُ مـنْ يعـرفُ الصـدقَ والوفـاءَ
هـَمْ فقـط مـنْ لهَـم الحـقُ ..
إنْ سمـحتَ لحظـاتِهـم .. يبكـونِـي !!

(( حــرف ))
لا يكـونُ المـوتُ أكثـرَ راحـةٍ ..
إلا لمَـنْ زهـقَ مـنْ حيـاةِ البشـرِ !!

... من رجُل !!
www.asheqalsamra.net
بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  1259
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء