• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

أبوة

أبـــوة

( 1 )
مـُقلقٌ هـذا الزمـانُ
مـُخيفٌ كقصـصٍ قـرأنَـاهـا زمـانٌ ..
مختلـفُ المعنَـى ..
ليسَ لـهُ بالمشاعـرِ وجـدانٌ ..
مقلقٌ هذَا الزمـانُ ..
يخنقُ معَهُ الوقـتُ ..
لا يجعلُكَ تعيشُ الأمـانَ ..
يتلاشَى سرابًا ذاكَ الفـرحُ القـادمُ ..
عَنْ موعدِ قـُدومِ ابـنٍ أو بنـتٍ
قدَ أمرَ اللهُ بقدرتـِهِ
أنْ يكتـبَ لهُمَـا عنـوانًا
تمتزجُ اللحظةَ ..سعـادةً وأحـزانًا
أبٌ مفقـودٌ .. بالأغـلالِ مصـدودٌ
أتـُراهُ يعـودُ ..
ليحضنَ المولـودَ ..
أمْ لا يعـودُ ..
بعدمَـا اقتيـدَ ..
لما خلفَ الحـدودِ بيـنَ القضبـانِ
في قضيةٍ ..تُسمى قضيـةُ إدمـانٍ
حلمٌ قبـلَ الزمـانِ
أنْ يكـدَّ ..ويجتهـدَ ..
ويكافحَ ليحصلَ على رزقـِهِ كإنسـانٍ
وسهَّلَ اللهُ لـهُ الأمـرَ
هوَ الآنَ يعيشَ في اطمئنـانٍ
تدلـلُهُ امـرأةً ..
ترعـاهُ امـرأةً ..
تحبُّـهُ ويحبُّهـا منَ الشريـانِ للشريـانِ ..
يطلـبُ ذريـةً ..
في الأحشـاءِ تبان..
لموعـدٍ حـانَ ..
إنْ تأتـِي للدنيَـا ..
وتـرَى أمَّهـا..
وتلمُّهـا الأحضـانُ ..
وتبحثُ عَنْ حضـنِ أبيهَـا ..
وأبَوها في خبـرِ كـانَ ..
بعدَ عـامٍ يعـودُ ..
وقَدْ يأخذُ مِنْ عمـرِهِ أعـوامًا ..
أو أعوامًا تجرُّ خلفَها الأعـوامَ
وهُـو هُنـَاك ..
يقبَعُ بكلِّ حزنٍ قبيـحٍ خـلفَ القضبـانِ !!

( 2 )
فِي ميلادِهـا الأولِّ ..
سعادةٌ وفرحٌ في دارهـمَ تحـوِّلُ
شهدَ العذوبـةِ همسَهـا ..
ورقتُّها طعـمُ العسـلِ ..
أولُ عـامٍ ..
والفرحُ دامَ أيـامًا ..
والسرورُ غبطة ما تكتُبـه أقـلام
أمنيةٌ صـارتْ فعـلًا ..
طفلةٌ تحتضـنُ أبَاهَـا ..
وأمُّها تبتسمُ والدمعـةُ علَى المـُقلِ ..
هذا أبُوها ..
هذا حضنُها وقلبُهـا ..
هذا سندُها والمثـلُ ..
مَنْ قتَلَ هذَا الحلـمُ ..
مِنْ هدمَّ وحطَّمَ وداسَ الأمـلَ ..
ميلادُهـا الأولُ ..
وكلُّهُم احتفَـلَ ..
ماتَ أبُوها مِنْ غيرِ بكـاءٍ وعـزاءٍ
ماتَ ولَمْ يضمَّهُ ترابٌ
أو كفنٌ يلمَّـهُ .. أو غُسِـل بمـاءٍ..
غيرَ أنُّهُ قتَـلَ ابنتَـهُ ..
بعدَ أيامٍ قليلةٍ مِـنْ ميلادِهَـا ..
بتهمةٍ حقيـرةٍ اعتُقِـل ..
ما ذنبُها هالبنـت وأمهـا ..
دام هالأب قتلهـم ..
وما أصعب هـذه الجريمـة ..
وما أقبح المعانـي الأليمـة
وما أقسى اللـي قتــل ..
قتلهم في لحظـة فرحهـم ..
ومعهم قتل أجمـل حقيقـة ..
بعيد ميلاده بنتـه الأول ..
الناس تفـرح ..
ويعم الفـرح ..
وهو يقاد للسجـن مُعتقـل !!

(3 )
تشقـى .. وتتعـب
والدراسة من الأساس شقاء وتعـب ..
بـدأت مـن الصفـر ..
والعلم ما أروعه مـن الصغـر ..
كالنقش يبقـى علـى الحجـر ..
كبر حلمها .. ومعها حملهـا كبـر
رغم المآسي والقهـر ..
رغم الحصـار والدمـار
والقلق الدائم لصـوت الانفجـار
والموت والنـار والجمـر ..
والأم القعيدة بـلا حـراك ..
على كرسي تبكي خلف الستـار
رغم البكاء والعنـاء ..
والشقـاء والغـدر ..
رغم تكسيـر المقاعـد ..
والاحتلال الغاشم الحقيـر الحاقـد ..
ومـرارة دهـر ..
تبتسم كالندى فـي حسهـا ..
دام مستقبلها حاضـر معهـا ..
أماني كثيرة فـي فكرهـا ..
لهـا أثـر ..
وأمها والكرسـي والحـزن ..
حقيقة ألم بداخلهـا انكسـر ..
تشقـى وتتعـب ..
ويكبر الحلـم وكبـر ..
باقي على الحقيقـة .. والشهادة الكبيـرة ..
فتـرة قصيـرة ..
تنتظر بفـارغ الصبـر
شـهادة وحلـم ومستقبـل ..
رغم الحصـار وإن حضـر
لها حق مواصلة المشـوار ..
لها الحق بعد كل هـذا العمـر ..
وتنتهـي أمانيهـا ..
وتحتـرق كالجمـر ..
يكفي دراسة يا بنـت ..
وخلك في البيـت هـذا أمـر ..
خلك كذا بكـل سهولـة قالهـا ..
وبكـل ما فيـه مـن معنـى ..
أشبـه بإحسـاس الحجـر ..
عفـوا أبـي ..
حطمـت مستقبلـي ..وكسرت حلمـي ..
وقتلـت فيني أحلى لحظـات العمـر
عفـوا أبـي ..
شهادتـي أُهديهـا لـكَ ..
ولأني ما تعـودت أرفضـك ..
علـى راسـي وعينـي هـالأمــر !!

(( حـرف ))
للأبـوة عنـوان ومعنـى ..
حيـن تكـون الأبـوة مشـاعـر لا دخــان !!

... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net
بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  1296
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء