• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

رسالة وداع

رســالة وداع

عذرًا أيُّها السادةُ الكرامُ
لَمْ يعُدْ هناكَ متسعٌ للكلامِ
قد تكونُ الرسالةُ حبرَها دمعًا
وقد تكونُ حروفَ قتلتَها الأقلامُ
عذرًا إذا ما حضرتُم بعدَ رسالتِي
ولَم تجدونِي فِي حديقةِ منزلِي
أطيرُ معَ أبناءِ حارتِي الحمامَ
ولَمْ تجدُوا لي ظلٌ ولا أثرٌ
ولا حتى بعض ذكرى يتناقلها
أطفالُ قريتِي
فقَدْ تعودُوا أَنْ يأتِي النهارُ وهُمْ نيامٌ
لا أريدُ بكلِّ صدقٍ أَنْ أفتقدَكم
ولا أريدُكُمْ حقًّا أَنْ تفتقدونِي
إنَّما قبلِي وبعدِي فقدتُ
فلسطينُ السلامُ
عذرًا أيُّها الكرامُ
التصفيقُ لا يعنِي الشجاعةَ
البطولةُ التِّي ستأتِي بالسلامِ
الصراخُ والهتافُ
لا يعيدُ لَكُمْ جثمانَ طفلةٍ
أو طفلٌ أو شيخٌ هرمٌ
أو زوجُ حمامٍ
ولا يعيدُ لَكُمْ جثمانِي
قَدْ مَتُّ بينكُمْ قبلَ أَنْ تجدونِي
فلماذَا بعدَ كلِّ الذينَ ماتُوا
بدأتم تعلنون الاهتمام
وأيُّ اهتمامٍ
قراءةٌ جريدةٌ
وكتابةُ مقالٍ و تقليمُ أظافرٍ
ورسالةُ غرامٍ
والبحثُ عَنْ عالمٍ يحملُكُم
لأبعدِ من واقعِ الأرضِ
هناكَ حيث الوهمُ أحلامٌ
هناك حيثُ تكونونُ بينَ السردِ
وبينَ الوجدِ وبينَ احتدامِ الخصامِ
تنسونَ كلَّ شيءٍ هُنَا ..
وتفرغونَ مِنْ علَى عاتقِكُم الآلامَ
وتبدونَ كأطفالٍ جياعٍ تشربونَ الحليبَ
وتأكلونَ وأنتُمْ على سريرِ المنامِ
وتنامونَ لصبحٍ بلا إزعاجٍ
وبلا صوتٍ مدافعٌ
وبلا قتلٍ يضامُ
وتنسونَ رسائلَ الحبِّ التِّي كتبتُموها بالأمسِ
وتبحثونَ عَنْ حبٍّ آخرَ لآخرَ العامِ
وترمونَ كلَّ أجندةِ التاريخِ التِّي تسيءُ لَكُمْ
لأنَّكُمْ تعلمونَ أنَّ التاريخَ لا ينصفُ الأقزامَ
على رسالتِي أيَّتها السادةُ الكرامُ
كتبتُ بتوقيعِ دمِي
ما عدتُ موجودًا بينَكُم
ولا عدتُ أرَى كلَّ رجلٍ فيكُم مقدامًا
فلمَاذَا لا تأتونَ حيث يلعبونَ الأطفالَ
وتلعبونَ بألعابِهم علَّكُم بالألعابِ يكونُ لديكُم اهتمامٌ
قد سلبتُم مِنْ رجولتِنا ما قَدْ يسرقُهُ المجرمُ فِي الظَّلامِ
قَدْ حانَ أَنْ أختمَ رسالتِي
وكَمْ من الرسالاتِ التِّي ختمَتْ بلا أختامٍ
فليسَ هناك مَنْ من يرَى رسالتِي
ولا مَنْ يقرؤُها
ولا مَنْ يفهَمُ فحوَى الكلامِ
فكلُّ ما فينَا رجلٌ وامرأةٌ وطفلٌ
يبحثونَ فقط كيفَ يوفرونَ لذوِيهم الطعامَ
فكيفَ نفكرُ فِي وطنٍ فقدَ السلامَ
ونحنُ المقاتلونَ بينَ أنفسِنا
والكارهونَ لبعضِنَا
والباحثُونَ عَنْ موتِنا
بشتَّى أنواعِ الانتقامِ
وهنَا .......... أيُّها السادةُ الكرامُ
لا أعلنُ لرسالتِي الختامَ
إنَّما لنزيدَ مِنَ القتلِ بيننَا
ما أحلَى أَنْ نبحثَ فيما بيننَا عَنْ انتقامٍ
مَنْ يزيدُ فِي أسعارِهِ
مَنْ تنتظرهُ نارُهُ
مَنْ يظنُّ أنُّهُ مالُهُ
مَنْ يرَى أنَّهُ لَنْ يحملُ كالأمواتِ
مودِّعًا ما جمعَهُ علَى مدارِ الأعوامِ
مَنْ يظنُّ أَنْهُ قَدْ استطاعَ أَنْ يفعلَ
مَا لَمْ يفعلْهُ غيرُهُ
والنهايةُ وجهٌ قبيحٌ
وذئبٌ جريحٌ يصيحُ بالظلامِ
مساؤُكُمْ حبٌّ أيُّها الباحثونَ
عَنْ الوطنِ
مساؤُكُم حبٌّ أيُّهَا القاتلونَ
وليتَكُمْ تقتلونَ بالسهامِ
وليتَكُمْ تعرفونَ حقًّا
كيفَ تُحملُ السهامُ
وكَيفَ تُرمى السهامُ
ولِمَنْ توجَّهُ يا عربَ السلامِ

والختامُ ..
رسالةُ وداعٍ بتوقيعِ رجلٍ
يكرهُ فيكُم كلَّ هذهِ الأمورِ
سأموتُ ..
مثلمَا ماتَ غيرِي
إنَّما قَدْ قلتُ وفعلتُ
وعملتُ ..
و ستشهدُ الأقلامَ
والسلامُ الذِي فقدنَاهُ .. ختامٌ
أيُّهَا السادةُ الكرامُ !!

(( حرف ))
رسالـةٌ
لا تعنِي أنَّها المجرَى الذي سيغيرُ
تاريـخُ قومٍ أغلبُهـم نيـامٌ ... !!


... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net
بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  1400
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء