• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

كان هناك... ولم يكن


كـان هنــاكَ .. ولـم يكــنْ


كان هناك أبٌ .. ولم يكـن
كانت هناك أخواتٌ .. ولم يكنَّ
كان هناك كلِّ شيءٍ جميلْ حولهم .. ولم يكن
كان هناك حبٌ يرفرفُ كعصفورا من الجنةِ يضمهم .. ولم يكنْ
كان هنا بيتٌ يحيطُ بنا كلنا
كان هنا .. ولم يكنْ
رحلَ حاملا حقائبهِ فرحا
وسكنَ بديلا عن الحزنِ!!
كان هناك صدرٌ بمساحةِ الدنيا يلمنا
كان هناك صرحٌ من الفكرِ البليغِ يعلمنا
كان هناك نهرٌ عظيمٌ ، مراتٌ عديدة منه شربنا
وبخيراتِ ضفافهِ وفيضهِ ترعرعنا
كان هناك صوتٌ يزأرُ حباً
وأكثرَ الأوقاتِ كان للنصحِ يرشدنا
نعم كان يُخيفنا !!
نعم كان يُقلقنا !!
نعم كان يُرهبنا !!
نعم كنا نخشاهُ
ولكنهُ كان يحملُ عميقَ الحبَّ لنا
وكان كثيرا يخافُ علينا ويحبنا
كذلك هي الأسودِ حين النظرِ إليها .. ترهبنا
كان هناك معلمٌ كالحكماءِ العظماءِ الرشداءِ
إلى صوابِ الطريقِ وإلى السلامِ يقودنا
وكان هناك قلبٌ
وكنا نبضاتهِ وخفقاتهِ
كان قلبٌ كبيرا وهو يضمنا
كان عطوفٌ رحيما يقلقُ ألما
إن السوءَ حامٌ حولنا ولمسنا
كنا نهمهُ كثيرا وكثيرا كان يهمنا
كان هناك جسدٌ مخرقٌ بالإبرِ
عليلٌ بالاحتضارِ والسهرِ
مثقلٌ بالهم الكئيبِ والصبرِ
فقدَّ الشعورَ أعدمَ البصرَ
في لحظةٍ كفنوهُ وأهالوا عليهِ الترابَ
وفي برهةٍ تحولَ مكانهُ إلى قبرٍ
أمطرتْ دموعُ الخداعَ سيلا من المطرِ
وتناجتْ مشاعرِ الحزنِ غباءا ومكرا
وانتزعوا من الجسدِ ما قدروا عليهِ
صبوا عليهِ دموعِ النفاقِ
وصوتْ البكاءِ نفاقا لا يطاقْ
وتحولتْ القلوبِ لأوراقٍ
بهم الفرحِ استبشرَ الخيرَ
و طوقٌ على الحزنِ خنّاقْ
تنابشوا على ما كان له من الأثرِ
تضاربوا على أعضاؤهِ وهو لا يزالُ في القبرِ
قالوا :
دعونا من جسدهِ نبترُ يداهُ
يداهُ هي من ضربتنا
ووبختنا وجعلتنا نخشاهُ
ويملئنا في حضورهِ قلقْ الذُعرِ
ويداهُ هي من قادتنا للأمانِ من طمعِ البشرِ
يداهُ من طبطبتْ على رؤوسنا وكنا صغارِ الفكرِ
يداهُ من حملتنا على كتفهِ فرحٍ بما رزقهُ اللهُ من بعدِ الصبرِ
يداهُ من أطعمتْ الفقيرَ والصغيرَ والكبيرَ
وأثنوا عليهِ بالدعاءِ والشكرِ
ودعوا له مراتٍ جمة بطولِ العمرِ
يداهُ من احتوتنا وضمتنا أبناءا من صلبهِ لذلك الصدرِ
قالوا أتركوا يداهُ
هي الحنونةُ من أعضاؤهِ والأمينةُ على أبناؤهِ
والرحيمةُ بهم من الصغرِ للكبرِ
هي العطوفةُ الرحيمةُ التي أطعمتْ في يسرها كرمٍ
وفاضتْ جودا أوقاتِ العسرِ
إذاً أتركوا يداهُ والغوا عنها البترُ
أفقئوا عيناهُ
كنا نخشاها خشيةِ الأخشابِ أن يحرقها الجمرَ
نظراتها كانت تعني الالتزامَ الاحترامَ والوفاءِ والصبرِ
وتقديرٌ لكلِّ شيءٍ أمامك
ما أروع الاحترامَ والتقديرَ إذا منه صدرْ
افقئوا عيناهُ ..
شُلتْ أيديكم يا ضعفاءِ الشكرِ
نقضاءِ العهدِ ، الوعدُ فيكم اندثرْ
يا مستوى الانحطاطِ يا زبالةِ الفقرِ
يا جحدْ النفوسِ وحقدها
تبتْ أيديكم ، احترقتم جمرا
وهل فادَ الكلامُ للحجرِ
هيا .. انزعوا من أحشائهِ قلبهِ
وهل في الدنيا مثل قلبهِ عرفَ الصبرِ
وهل بين القلوبِ مثلُ قلبهِ صبرَ وأصطبرْ
أطعمكم قوتَ العيشِ وزادهِ
حرمَ نفسهِ كلِّ شيءٍ أرادهُ
تحملَ لأجلكم العسرةَ واليسرى
طغوا عليهِ بثرثرتهم
تركهمْ خلفهِ يقحطونَ الحجرَ
وفئرانٌ تجرُّ خلفها هزيمةً نكراءْ
حين رؤيتهِ تهربُ للجحرِ
ضمنَّ لكم مستقبلكم
ماذا تريدون من قلبٍ أحبكم حبا
وأحبَّ لكم الخيرَ
وتمنى لكم بالسعادةِ والهدايةِ
ومديدِ العمرِ
فهل فيكم ثمرٌ!!
لم يبقى له شيئا
هناك مالٌ وانتم الاحتيالِ
ودمكمْ الاغتيالْ
فخذوا ما شئتم ، التهموهُ نارا وجمرا
إنما اتركوه مكتملِ الأعضاءِ في قبرهِ
ليلقى ربهِ مكتملِ الأعضاءِ
في القبرِ
رفقا يا بني الحجرِ
رفقا يا بني البشرِ
ما قد كان هناك
وما كان هنا
لم يعد في القلوبِ له أثرا!!

حرف
كان هنـاك... ولم يكـن
لازلـتُ اعـزفُ ناي الحـزنِ لوداعـكَ
يا أغلى وطــنٍ

... من رجل!!
www.asheqalsamra.net


بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  2860
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء