أوراق سقطت
أوراق سقطت
يحكى عن شجرة ممتلئة بالأوراق
كثيفة الأخضرار
دائمة الإزدهار
متدلية العيدان والأغصان
جميلة الطلعة
طويلة العمر
تاريخية الازمان
والماضي لم يكن يناديها
إلا الحياة الدنيا
أو قال عنها
هي أم الزمان
فمن الماضي الذي كان
تُذكرنا بماضي
لم يعد له وجه
ولا فم ولا صوت
وليس له آذان
لا غير ملامح
ممزوجة مع الدخان
لا قلب لا روح
لا مشاعر ترسم وجه
نطلق عليه وجه الأنسان
هو الماضي
عندما يتلو علينا عبراته
تقشعر لها الابدان
ومعلومات تهيج بها النفس
ويكررها اللسان
وهو يذكرنا بأناس كان لهم
وزن لا يحمل ثقلة ميزان
كانوا في حياتنا خطوط
ناضجة بارزة الالوان
تتعرج بمعدل صادق
ومسار على وتيرة واحدة
لم يترنح او يتخبط في البيان
ظل مستواه متوازن العدالة
يقاس على مستوى
لا يقدر عليه الميزان
كان لهم سطور من نور
وملامح بازرة داخلها إنسان
ومشاعر نقية
لا توصف على إنها
مصالح أو رغبة ماكر جبان
عرفنا عنهم
ولمسنا فيهم
أنهم الإشقاء والاخوان
بتضاريس باقية
وجبال شامخة
واعاصير يتلوها ببركان
لم تقدر أن تقتلع
ما سطر في داخلنا
من معنى وكيان
سطروا آثارهم خالدة
عبر شواهد
وآثار تعم المكان
وتواريخ لهم فيها
قصص مدككة ببرهان
تظل ترى وجوههم
وتلمح نورهم وتبصرهم
وحضورهم له وقع يسمخ الاذان
رغم موتهم الذي
ترك فينا تراكمات من الأحزان
واليقين الأكيد أنهم دفنوا
ولف على جسدهم الاكفان
ونذكر قول حفار القبور
أدعو لهم بالرحمة والغفران
مازلنا نذكرهم
لحظة وداعنا لهم
ومتى كنا نكلمهم
وأين ألتقينا وتحدثنا معهم
وكيف أجتمعنا لنضحك معهم
واللحظة التي كسرتنا
عندما تم دفنهم
والرحيل محطة نذكرها
فما بقى من اللحظات شيء
نستطيع أن نقوله الآن
غير ملامح إناس مازالوا
يطوفون في أوقاتنا
لنعيد شيء من ما كان
لنقول عن زكي
والذي تسلل في قلوبنا
توفاه الله ونحن في ذهلونا
وما زال يعيش بداية ربيعه
وما زال ينتظر مستقبله
ودعناه وهو في عمر الريعان
ومحمد الغارق في قلوبنا
المبعوث يوم حشرنا
والشي الجميل في عهدنا
له صرح في فكرنا كالبنيان
يا الله يا رحيم يا رحمان
أن تلطف بأبو هيثم
شقيق الروح ورفيق الدم
حبر الحروف وحروف القلم
خفيف الظل طري الوجنتان
ولا غيرنا في قريتنا
ينادوننا أيها التوأمان
يا الله يا رحيم يا رحمان
العم محمد
الذي هو عمي
أقول عمي
يثور إشتياقاً دمي
هو الناطق بطيبته
هو ألمي
هو الساكن قلوب الطيبين
هو الغافي ببيوت الفقراء
والمرافق الدائم للمساكين
يا عمي يا قلبي قبل قلمي
أذكره جيدا
هو العم محمد عمي
آخر من قلت له عمي
ابن اخي الفراق حان
ومثلما أذكر العم خميس
والعم السموح خلفان
وشابنا أحمد الذي كان
شعلة من النشاط
في كل مجال
وكل موقع ومكان
وأبي الذي
ما عرفت قبله أو بعده إنسان
رحمتك يا الله
يا كريم يا عليم يا منان
برحمتك أرحمهم
وبعطفك أشملهم
وبين عبادك أذكرهم
يا عظيم القدرة والشأن
ذهبوا وتركونا
وغدا نلحق بهم
وغيرهم يبكونا
نحن عليهم كثيرا بكينا
فمن بالغد يبكي علينا
ومن بالدعاء يدعوا لنا
ويقول اللهم أسكنهم
مساكن النعيم والجنان
واغفر لهم
إنك بالمغفرة عنوان
ذهبوا وتركوا
شجرة الشجر بلا أغصان
أوراقها سقطت
ملامحها بهتت
وأختفى من وجهها الجميل
بقية الالوان
وتلاشت معالمها
فما بقى منها
إلا أخشاب وأغصان
يستخدم بعضها للنيران
والاخر يرمى في مقبرة النسيان
ذهبوا
والحياة ماضية
فلا جدوى من البكاء
ولا يرتجى شيء
إلا الدعاء
وإن طمسنا هم من الطوفان
ورمى علينا زمرة من الاحزان
نعيد ذكراهم
فلسنا ننساهم
أن الذكرى مؤلمة حزينة
كامرأة باكية
قادمة من النكران
حين رماها أحد الولدان
فتوشحت الأسود لباساً
وستر من تشرد ومكان
الله على الدنيا
التي أغرت الإنسان
ذهبوا فمن يكون بعدهم
وكثيرا من قبلهم
روح راشد اخرهم
وليست اخرهم
أوراق سقطت
من شجرة كثيفة الاحزان
تبكيها قرية حزينة
ألتهمها الهم والألم
والخوف والسهر
وأمر القدر بلا استئذان
فما عليك إلا بالدعاء لهم
ثم من الله الصبر والسلوان
إن الحكاية ما تزال
والفصول أحداث من الزمان !!
حرف
يا شجرة من الأحزان
إن الله رحيم ورحمان !!
...من رجل!!
www.asheqalsamra.net