أنا وحياتي والكتابة
أنا وحياتي والكتابة
ما كنت أعلم أن أصعب
شيء في حياتي هي الكتابة
ما كنت على يقين أكيد
بأن الذي أحبه أخافه
وبأن الذي أخافه أحبه
إلا عندما أعلن لي إعترافه
وباح لي بإعترافه
ما كنت مدرك
أن كل شيء له كتابة
وماذا أعني في
"أنا وحياتي والكتابة"
أنها تعني الوضوح
وإبراز الظاهر من الجروح
والإفصاح التام لمنظر من صورة إزهاق الروح
وعزف متكامل على مستنقع الظلام
يسمع صداه في كل أرجاء الغابة
وأن هناك أيضاً
شيء يسمى الماضي والحاضر
وشيء يدعى بالأحداث
والتاريخ والزمان والموعد والمكان
إينما كان ويكون
كل هذه الأمور يضعها الكاتب في حسابه
فهي شروط محكمة وضعت للكتابة
ما كنت على هذا الإتساع من الفكر
إلا حين بدأت أكتب عن حياتي
فلم أعرف تعدد الألوان
التي تناسب اللوحات
ولا الصور التي تحيط بها البراويز
وزينت على مداخل الطرقات
ولا كيفية إختيار الجميل منها
والمناسب لجميع الاوقات
لعرضه في متحف الكلمات والمفردات
وشرحه للزائرين الباحثين
عن الكتابة
تخرسني بتوهانها
الكثير من اللوحات
ولا أعرف لها عنوان
ولست على دراية
فما اتخذت من الكتابة
غير أنها هواية
بعدها تبدلت أماكن الحروف
وأختلفت مفرداتها
وتسربت كالماء بعض اللغات
وفقدت على آثرها مفاتيح الكتابة
فأصبحت صعبة جداً
ومؤلمة جداً
وحزينة أكثر
تضاريسها تميل للكآبة
لتبقى مفقودة بين الحقيقة وبين السراب
وبين قمم الجبال وبين الهضاب
وكنت أحسب أنها كلمات تقال
في مناسبة تقام أو إحتفال
وتنال الوابل من الإعجاب
ويهطل مطر التصفيق
ويغرق المكان بالهتافات
ويزيد عدد الرائعات
ومن الفاتنات والحسناوات
حين قلت عن حياتي
شيء من الكلمات
وبرزت بعضها في شيء
من الجمل والعبارات
وكتبت كإقتران
شيء منها على أنها من المفردات
فأطلقت سيداتي
الأعيرة الهائلة من الهتافات
وتمازج الكم الهائل
من السخرية والضحكات
فأصبحت ما عدت أميز
إن كانت هي قهقهات
او صوت من أصوات الربابة
فما سرك أيتها الكتابة
ألا تقنعك أني في الدنيا
واحدة من الحكاية
وما مغزاك يا أيتها الحياة
أن تبددين شيء في داخلي بالذات
فلا أعرف من أنا !!
حين أجعل الكتابة كل حياتي
وأفرض على حياتي كلها
مبدأ أسلوب الكتابة
لا أعرف من أين أنا !!
أن سقطت مغشياً
ثم وجدوني تائهاً ومرمياً
ومن فمي لا تخرج سوى الاهات
وشفاهي لا تلفظ شيء من الكلمات
يا للغرابة.. نعم يا للغرابة
لا أعلم أين أنا!!
أن كان الصمت سر من أسرار حياتي
والبوح ممقوت يلطخ كل صفاتي
والكبت النازف في عمقي
هو اسوء تكوين يبدل حالاتي
ويبرهن للعالمين ضعفي
نعم ..
لا اظن أني اجيد الكتابة
وكنت اظنها سهلة جداً
وأنا ما أكتبه
من غزل وعشق ومشاعر
يهطل في لحظات
مطر دون غيمة أو سحابة
فماذا أراها أصعب من وقت الولادة
يا لها من اسوأ عادة
فهل حياتي كانت الكتاب؟!
أم أن كتاب حياتي قريباً سيغلق بابه!!
حرف
أنا وحياتي والكتابة
وبعض اشياء كتبتها ... يا للغرابة!!
...من رجُل!!
www.asheqalsamra.net