• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

حكاية مال

حكايـــة مــال

حكايةٌ أولــَى :
رجلٌ بدأَ منَ الصـفرِ
الحظُّ عاندهُ منذُ الصغرِ ..
ذاقَ المرُّ حينَها ..
والتهمَهُ عنوةً ذاكَ الفقرُ..
من ورثٍ
أو منْ شيءٍ مَا ..
أتاهُ ما يفلقُ الحجرَ ..
ثم تخطَّى رصيدَهُ حاجزُ الصفرِ..
وكسرَ عنوةً بابَ الفقرِ ..
باعَ .. واشترى .. ورهنَ
عرفَ الربَا ..
زادَ في قيمةِ السعرِ
كذبَ .. وهذا طبيعيٌ ..
حلفَ.. جحدَ .. خاصمَ .. ونكرَ
شهدَ زورًا .. لأجلِ المالِ ..
تعلمَ الحيلَ ولمْ يتركَ شيئًا ..
حتَّى أنَّهُ تعلَّمَ الشعوذةَ والسحرَ ..
أصبحَ لديهِ عائلةٌ جليلةٌ ..
للمالِ صارَ يخترعُ لَهُ ..
ألفَ حيلةٍ وحيلةٍ ..
باتفاقٍ.. طلبَ زيادةَ مالٍ
منْ مساعدةٍ مَا .. طلبَ مالٍ
منْ فكرةٍ مرتْ على البالِ..
منْ مشروعٍ خيريٍّ بناؤُه قدْ طالَ ..
قالَ أريدُ المالَ..
حتَّى منْ كلمةِ القيلِ والقالِ ..
تجدُهُ هنَاكَ ..
واقفٌ كالتمثالِ..
يريدُ منْ هذا وذاك بعضَ المالِ ..
المهمُ أنْ لا يخرجُ منْ الموضوعِ
بلا فائدةٍ ولا موالٍ ..
وطلبَ وتمنَّى أكثرَ وأكثرَ ..
نسى حياتَهِ .. وأولادَهِ
من منهمْ صغيرٌ ومن الذي كبرَ
ومن الذي للمدرسةِ قد التحقَ ..
ومنْ الذي طولَ دراستهِ يومًا لمْ يحضرْ..
ظلَّ وراءَه.. وراءَه ..
والمالُ يعنِي لَهُ هواءَه ..
وبالمللِ ما شعرَ ..
منْ اسمُ هذَا ..
وهذا ما اسمُهُ..
سعيدُ أو حسنُ أو بدرُ ..
صارَ عمرُه سبعينَ وقد كبرَ ..
وصلَ للثمانينَ
وظلَّ يلهثُ وراء المال وما تغير
كم بعُدَ .. وكم ظلَّ ..
لأنِّي يا رجلُ ستبقَى وتعمرُ ..
وإلى متى تبقَى على حالِك ولا تتغيرُ ..
العمرُ يفنَى مهمَا عمَّرَ العمرُ ..
الحمدُ للهِ ماتَ ..
وسوفَ ننسَى منْ بعدِهِ الفقرَ ..
الحمدُ للهِ ..
بحياتهِ ما ذقنَا إلا المرُّ
وما عرفنَا الحياةَ ..
وما كانَ لنا غيرُ الصبرِ..
الحمدُ للهِ .. ماتَ .. ماتَ .. ماتَ ..
هذا كانَ دعاءُ كلِّ أولادِهِ..
وهو محمولٌ للقبرِ !!
حكايةٌ أخرى :
اللهُ أعطاهُ المالُ ..
منْ حيثُ لا يعلمُ..
الله أعطاهُ الجاهُ ..
وليتَهُ لهذَا الشيءِ يفهمُ ..
رغم أنَّهُ لادرسَ ولا تعلمَ
ولا عرفَ مدرسةً ..
ولا خاضَ تعليمَ ..
ولمْ يمسكْ بيدِهِ قلمًا ..
وحصلَ شهادةَ فلسفةٍ ..
لا تحسبوني أكذبُ ..
لو قلتُ يومًا لمْ أراهُ يكتبُ بالقلمِ ..
وصارَ يوم بحاله ..
هذا الغني اللي كثرت أمواله
ما همَّهُ منَ الدنيا ..
ولا عرفَ كيفَ يصرفُها لعيالِهَ ..
لا يعرفُ كيفَ ينفقُهُ ..
لا يعرفُ صدقةً ..
ولا حتَّى للفقيرِ يعطيهِ صدقهْ
لا منْ حياتِهِ ..
وحياةِ منْ قبلِهِ تعلَّمَ ..
أنَّ الدنيا فيها العبرُ وفيها الحكمُ..
لكنَّ منَ الذي يعرفُ ويفهمُ ..
منْ الذي منَها يعِي يتعلم..
عاشَ في ترفٍ ..
بالقناعةِ والرضى لم يعترفْ..
ما أكثرُهم أصحابِهِ ..
كلُّ يومٍ لا يخلى من الطرق بابه ..
ومنَ العزائمِ والحفلات ..
وكلُّ هذا على حسابِهِ ..
بهذِهِ الحياةِ يومًا لمْ يحلمْ ..
تلاشى المالُ وذهبَ ..
حتَّى الأصحابُ بعدَها ..
أحدًا منْهُ لمْ يقتربْ ..
تعبَ منَ الأيامِ ..
والمرضُ منْهُ تعبَ ..
تلاشى مالُه حينَ زادَ السقمُ ..
لمْ يبقَ لَهُ شيئًا ..
حتَّى قوتُ يومِهِ ..
منْ أينَ يأتيهِ بِهِ ..لا تعلمُ ..
رحلَ منَ الدنيَـا ..
ولمْ يبقَ شيءٌ منَ الحلمِ ..
رحلَ ومثله عبرة ..
لمنْ يتعلم منَ الدنيا .. ويعُـلِّم!!

(( حرف ))

حكاياتٌ كثيرةٌ .. والمالُ عنوانُهـا ..
ورجالٌ لمْ تقدرْ النعمةَ .. كانوا همْ أبطالُهـا ..!!

... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net
بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  1237
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء