• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

رجل مسافر

رجــل مسافـر

مسافـرٌ ..
فإمَّا أعودُ اشتياقًا لعينيـكِ ..
أو قبلَ وصولِي إليك ..
تحضنِي بينَ طياتِها المقابرُ ..
فأنتِ تعلمينَ يا حبيبتِي ..
إنَّ في السفرِ الكثيرِ منَ المخاطرِ
وإنِّي على تحدِي اليقينِ لستُ قادرًا ..
وإنْ كنتُ في أيامِي ..
الرجلَ الجريءَ والمغامرَ ..
وإنْ حانتْ عودتِي إليك ..
فلتفرحِي بعودةِ الرجلِ المسافرِ ..
وترقصِي رقصًا شرقيًا ساخرًا ..
وتبدينَ أجملَ عروسةٍ
عرفتُها قبلَ أنْ أسافرَ ..
وإنْ اغتالنِي الموتُ فجأةً ..
فقولِي وداعًا منَ الدنيا .. أيُّها المغادرُ
وداعًا يُفرحُ الإحساسُ..
وتبتهجُ لهُ المشاعرُ ..
وعلى كنائسَ العشقِ أن تقيمَ ..
مراسمَ وداعٍ لرجلٍ قررَ يومًا أنْ يسافرَ ..
وعلى نساءِ الأرضِ أنْ يفرحنَ ..
لاندثارِ بركانٍ غاضبٍ ثائرٍ ..
ولتتقاسمنَ حروفِي ورثًا ..
لأنِّي أعلمُ أنَّ حروفِي ..
بعدَ رحيلِي ستعلنُ الطغيانَ وتكابرُ ..
وقد تعاندُ .. وقد تثورُ ..
وقد تأتي ليلاً ..
تزورُ قبرِي في ظلمةِ المقابرِ ..
فلا منْ يبكِي سواهَا ..
ولا سواها ينتمِي ..
إنتماءَ القبائلِ للحروبِ والمعاركِ
وإنْ لمْ يكنْ القائدُ حاضرًا ..
أعرفُ هويةَ حروفِي ..
مثلمَا أعرفُ الأنَا ..
هي حروفٌ أصدقُ وفاءً ..
وأجملُ انتماءً ..
لعالمِ رجلٍ كانَ في حياتكُنَّ عابرُ ..
مسافـرٌ ..
وقد أخذتْ منَ الحياةِ قصائدًا ..
منْ كلِّ جنسٍ وجنسٍ ..
وكتبتُها شيئًا منَ التاريخِ الغائبِ الحاضرِ
هاك جثمانِي ممزقًا ..
ينخرُهُ الدودُ والدمُ يسيلُ منَ المعابرِ ..
هاك قلمِي وقدْ كُسرَ أخيرًا ..
آآآآآآآآآه من قلمٍ كانَ لِي سرًّا ..
وكانَ لي همًّا .. وألمًا ساهرًا ..
كانَ في حضرةِ القيصرِ ملكًا ..
ما أقسَى اللحظةَ الآنَ ..
وقد فارقَ منَ الدنيا أحدُ القياصرِ ..
انتزعوهُ منْ أناملِي عنوةً ..
لا تدفنوهُ معِي ..
فالموتُ ليسَ يستحقُّهُ ..
إنمَا يستحقُه صديقُهُ الشاعرُ ..
ستبكِي .. وتبكِي حروفِي ..
وتتصلبُ جمادًا كلُّ المشاعرِ ..
وتنتهي أخيـرًا ..
روايةُ رجلٍ كانتْ تقرؤُها النساءُ ..
روايةٌ ليس لنهايتِها آخرُ ..
والآن انتهتْ الروايـةُ ..
لرجلٍ قالَ يومًـا ..
يا حبيبتـِي ..
إنـِّي عنكِ مسافـرٌ !!

(( حرف ))
مسافـرٌ .. فإمَّا أعودُ لعينيـكِ كطبيعتـِي
وإمَّا الموتُ ينتظرنِي هناكَ وتستعدُّ لدفنِي المقابـرُ !!

... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net
بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  3362
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء