• !

قائمة الموديولات

عاشق السمراء

جِدار

جِـــــدار

أتذكرينَ ماذا كانتْ أولُ رسائِلكِ..
وكيفَ كانَ إحساسُـكِ..
وكيفَ كانَ عطرُكِ يهطلُ على صفحاتِها
وأنَا أقرؤُها مثلُ الأمطارِ..
وكيفَ كانَ استقبالُك لِي
مميزًا وحافلاً بالوردِ والأزهارِ..
وكمْ كانَ مشتعلاً قلبُكِ
بلهيبِ الصبرِ والانتظارِ..
وكيفَ كنتِ تسألينَ وتتساءلينَ عنْ الأخبارِ..
متَى يعودُ ؟! .. متَى يأتِي ؟!
متَى أراهُ .. متَى أحادثُهُ
متَى .. ومتَى .. ومتَى
فالشوقُ أصبحَ بأعماقِي نارًا ..
كيف أتحملُ؟! .. وما العملُ ؟!
وهو ما يزالُ يغطُّ بعيدًا في الأسفارِ..
وتلكَ التِّي أسميتُها صديقتِي
لما لاتخبرنِي .. وتطمئننِي
لتقللَ منْ لهفتِي
ومنْ جحيمِ هذا الرجلِ الجبارِ..
هو عـادَ ..
بأيِّ فستانِ سهرةٍ أقابلُهُ
أصافحُهُ أمْ أقبلُهُ .. وكيفَ سأنامُ معَهُ
وعلى صدرِهِ .. أضمُّ قلبَهُ
وأداعبُهُ مثلَ العصافيرِ
حينَ تداعبُ أطفالَها الصغارَ..
أمْ على الشاطئِ ألتقيهِ
لنرقصَ طربًا ونغرقَ معًا في أمواجِ البحارِ..
حتَّى الليلُ سأبقَى معَهُ
لا..لا..لا..حدود الفجر
لا.. سأظلُّ ليلاً وفجرًا
وطولَ النهارِ..
مددتُ يدِي لأصافحَكِ..
تزلزلَ جسمُكِ .. ورقصَ خصرُكِ
وعيناك مبهرةٌ..
وأخبرتُكِ أنَّــكِ قــدرٌ
ومثلِي رجلٌ .. لايهربُ .. لايخافُ ..
لا يخشى منَ الأقدارِ..
وأخبرتُك أنِّي مللتُ تعاقبَ الليلِ والنهارِك
مللتُ العبثَ .. مللتُ التريثَ
وكثرَ الكلامُ والقديمُ منَ الحوارِ..
وأنِّي حينَ عدتُ رأيتُ النساءَ كالغبارِ..
وبدأتُ أنفخُ منْ على كفِي أوساخَ الغبارِ..
فضلتُ أنْ أبقَى وحيدًا..حرًّا طليقًا
لأنِّي كما تعلميـنَ
رجلاً عابرًا بينَ القواريرِ سهلَ الانكسارِ..
وأنَا مثلَ ما قلتِ
رجلٌ أتيتُ منْ كوكبِ نزارَ
أحفظُ ودِّي .. وأرسلُ وردِي
واكتمُ سرَّك وسرِّي ..
لاني في فمك أظل رجل الإسرار..
مارستُ معَك ألفَ حيلةٍ
وألفَ مكرٍ.. وألفَ غدرٍ
إنَّما بصراحةِ الحديثِ
لا بطعنةِ الغدرِ والفكرِ الغدارِ
حاولتُ أنْ أخبرَكِ..وأوضحُ لك
أنِّي رجلُ التقلباتِ ..واللحظاتِ
والفصولِ.. والتضاريسِ ..
والرياحِ والأمطارِ
بأيِّ سلطةٍ يا سيدتِي
أنتِ هنَـا الآنَ..
تكلمينِي .. وتحدثينِي وتضحكينَ معِي
وتبلغينَ النجومَ معِـي ..
ثم تطلبينَ أنْ أأتيكِ بالأقمــارِ..
بشرعِ الدولةِ اليهوديــةِ
أم بمبدأِ اللعبةِ الخفيةِ والستارِ..
أمْ بالصمتِ والانفجارِ..
وإقامةِ مستعمراتٍ يحومُ عليها أرقُ الحصارِ..
لا أقبلُ هذا يا جوهرتِي حين تكونينَ ..
وتضعينَ على وجهِكِ الغمارَ
فكيفَ سأستمتعُ بكِ ..
كيف سأتوهُ في عينيكِ..
لا أريدُ أنْ أبقَى عبــدًا ..
تحتَ وطأةِ سيدةٍ جميلةٍ تكسرنِي انكسار ..
لأني حرٌ وأبقى منَ الأحــرارِ..
هل نبدأُ بالصلحِ جوهرتِي ..قد أصبحَ الجرحُ كالجدارِ..
وأنا منذُ خلقتُ لمْ يوقفنِ ..
لمْ يمنعنِ حاجزٌ أو جدارٌ..
فتعالِي نؤسسُ دولتَنا
بلا حدودٍ ولا سدودٍ ..أو أسوارٍ..
هل نبدأُ الحفلَ هذه الليلةَ
لنقشعَ القبيحَ .. هذا الجدارَ
اغربِي بعيدًا عني إنْ كنتِ ترفضيـنَ
وإنْ قبلتِ ..
أنا وجنونِي وعقلِي وكنائسَ الغـرامِ
يا جوهرتِي الجميلةُ في الانتظـارِ!!

(( حرف ))
أنــَا لا أؤمـنُ بلغــةِ الجـدارِ .. !!

... من رجُل!!

www.asheqalsamra.net


بواسطة : عاشق السمراء
 0  0  1203
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

"سعادتي تكمن بتواصلكم !!" عاشق السمراء